Recent Post

نظرة تاريخية عن اقليم كلميم - منطقة واد نون

تعد منطقة واد نون من أهم المناطق الحضرية في المغرب والتي عرفت المدنية منذ أقدم العصور, ولذلك فانه رغم قلة المراجع التاريخية , فالآثار الموجودة حتىالآن تؤكد وجود مدن عريقة تدل على حضارة لم يكشف عنها النقاب بعد.

ومن المناطق التي تذكرها كتب التاريخ مدينة لمطه ( قرية اسرير حاليا) التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام ,وحتى أمد قريب فان السكان كانوا يعثرون على أواني طينية وحلي فضية و ذهبية.

وبعدها نشأت مدينة تكساوت (واعرون و القصابي حاليا ) وعاشت هذه المدينة اكثر من ثلاثة قرون , و يذكر أحد الرحالة الفرنسيين عندما زارها في القرن الخامس عشر الميلادي , أنها بلغت ازدهارا عظيما وكانت مركزا تجاريا وصناعيا,إذ كانت بها معامل للنسيج ولصك الفضة ونسج الحريرو كانت بها عندما زارها اكثر من 8000 منزل , و تحيط بها كل القبائل الصحراوية الموجودة حتى الآن و أكثرها من الرحل واغلبهم كان يتكلم بالامازيغية ,والجدير بالذكر أن منطقة واد نون كانت تسيطر على التجارة إلى ما وراء نهر السنغال .

كلميم عاصمة واد نون :
عندما هلكت مدينة تكساوت , وقع الاتفاق بين القبائل على إقامة سوق أسبوعي بربوة صغيرة قرب كلميم , ولا يزال اسمها حتى الآن ( كويرة السوق ) لكن انعدام المياه العذبة وبعدها من القرى الآهلة جعل الأهالي يفكرون في تغييرها , ويقال أن الفكرة يعود الفضل فيهاإلى عبيد الله أو سالم , وكان ذلك في عهد السلطان مولاي إسماعيل في نهاية القرن 18.

وكانت تلك الفترة هي عهد الازدهار بالنسبة للمنطقة الجنوبية بصفة عامة وواد نون بصفة خاصة إذ استفادت المنطقة من وجودها كملتقى للقوافل القادمة من فاس و مراكش و الصويرة و غيرها , و كذا القوافل الأخرى الآتية من السودان , و أصبحت مدينة كلميم تحتل الصدارة في المبادلات التجارية وورثت في ذلك مكانة مدينة سجل ماسة التي سيطرت على التجارة الأفريقية مدة قرون من الزمن .

واشتهرت كلميم بسوقها الأسبوعي ومنطقة واد نون بمواسمها السنوية الكبرى و كان أكبرها موسم الولي الصالح سيدي محمد بن عمر اللمطي اللمثوني بقرية اسرير , و كانت كل القبائل تحج إليه من شمال المغرب زمن تمبكتو و كاو جنوبا . والجدير بالذكر أن تمبكتو كان يحكمها عامل مغربي حتى النصف الأول من القرن 19 , و أول عامل بهذه المدينة تم تعيينه من طرف المولى إسماعيل .

أما المواسم الأخرى فهي موسم المولد النبوي بمدينة أسا , و موسم سيدي عمر أو عمران بالقصابي , وموسم سيدي الغازي بمدينة كلميم .

و في هذه المواسم كانت تعرض جميع المواد المصنعة والغير المصنعة من شاي و سكر و سلاح و زرابي و أقمشة صوفية وغيرها مقابل المواد التي كانت تأتي من السودان الغربي من عبيد و حرير و ذهب و عاج و ريش النعام و عنبر و جلود الحيوانات و غيرها . و السلع كانت تحمل على ظهر الجمال في قوافل كبيرة تسمى اكبارالقافلة و الاكبار يصل عدد الجمال المحملة فيه من 1000 جمل إلى 10000 , وخارج الأسواق الكبرى فان هذه القوافل كانت تصدر السلع عبر ميناء الصويرة.

وتمتاز قبائل تكنه - أي سكان واد نون - بالنزعة التجارية نظرا لوجودهم بالساحل الشمالي لصحراء المغربية . و قد ذكر فريدريك دولاشابيل أن من جملة موظفي المغرب في طرفاية عام 1903 القائد حميدو ممثل السلطان و أمين الديوانة و رئيس الميناء و عدل و موقت , و أضاف أن من أهل تكنه مياسير يستفيدون من مركزهم التجاري من ايكلي إلى السنغال عن طريق تندوف و ودان .

وفي أواخر القرن 18 , كانت كل القوافل تنطلق من كلميم إلى السودان عبر الطرق الكبرى حيث تكثر الآبار و العيون واهم هذه الطرق:
- الطريق المارة من السمارة و عين بنتيلي
- الطريق المارة من طرفاية إلى سان لويس
- الطريق المارة من اكلي إلى السنغال عبر تندوف و ودان


منقول المصدر / منتدى وادنون
Share on Google Plus

About fg

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.

0 Comments:

إرسال تعليق

السلام عليكم