Recent Post

الخيمة في ثقافة البيظان


تعتبر الخيمة، منذ قرون خلت، بيت البيظان الأكثر ملاءمة لحياة الترحال. وكان البيظان مقسمين بين "أهل لكصر" (وهم القاطنون الساكنون دورا من حجارة أو طين) و"الرحالة" (وهو الظاعنون الساكنون خيما).

 وقد صنعت الخيمة مخيال البيظان وأثرت في عقليتهم وارتبطت بكل مناحي حياتهم؛ فهي المنزل (للسكن) وهي المدرسة (للتعلم) وهي المقر (للاجتماع وإبداء الرأي).

 وبهذا تشكلت العبارات الوصفية انطلاقا منها؛ فـ "الخيمه لكبيره" تعني النبل والنسب.


 و"خيمتنا" هي أسرتنا، و"الخيمه" و"التخيام" تعني دخول عش الزوجية، و"زمن لخيام صادات مستكبلات" إشارة إلى عهد الرخاء، و"الكذب ما يبني لخيام" تعبير عن صعوبة إقامة وتسيير الأسر، و"خيمة الحك" هي الآخرة، و"خيمة الكذب" هي الدنيا إلخ.

 ولعل البداوة التي توصف بها مسلكيات جل البيظان، حتى وهم في مدن عامرة، ليست إلا تجليات لثقافة الخيمة العالقة في لا وعيهم؛ فالبيظاني بطبيعته لا يعرف الحدود لأنه مولود داخل بيت متحرك أولا وبلا جدران ثانيا؛ فكانت بذلك سيكولوجيته تنحو إلى غياب التنظيم والفوضوية والدوس على كل ما يعني الاستقرار والجمود (فالقوانين مثلا جامدة وقارة لذلك لا تعني كثير شيء بالنسبة لهم) وهلم جرا.

 وللخيمة طريقة صناعتها، وأسلوب ومواد بنائها وتوابعها من الأفرشة والعفش، كما أن لها أدبها الثري
Share on Google Plus

About fg

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.

0 Comments:

إرسال تعليق

السلام عليكم