Recent Post

جغرافية الصحراء المغربية

التضاريس




تقع الأقاليم الصحراوية ما بين خطي العرض 20 و 28 درجة شمــالا. ويبلغ طولها أكثر من 1000 كلم ، وعرضها يتراوح ما بين 300 و 500 كلم ، بمساحة قدرها 252120 كلم مربع  و هي تشكل مجموعة من السهول و الهضاب ذات  انتضام تضاريسي كبير حيث تختلف عن الصحراء الشرقية التي تتوفر على تضاريس جبلية و تعتبر البنية التضاريسية للقاليم الصحراوية بسيطة نسبيا .

إلا أن المساحة الحالية للأقاليم الصحراوية تجعلها جزءا أساسيا من المغرب العربي شمالا، ومن إفريقيا الغربية من جهة الجنوب. أما تضاريسيا فتتكون الصحراء المغربية ، أو" بلاد البيضان" ، كما يصطلح عليها ساكنتها ، من مجموعة من السهول والهضاب ذات انتظام تضاريسي كبير ، وهي بذلك تختلف عن الصحراء المغربية الشرقية ، التي تتميز  بالتضاريس الجبلية. كما تعتبر البنية التضاريسية للأقاليم الصحراوية بنية بسيطة نسبيا. و يمكن التمييز بين ثلات مجموعات كبرى تتجه من الشمال نحو الجنوب وهي :
ظهر الركيبات :
 و يقع في الجهة الشرقية و يمتد من الكويرة إلى جنوب شرق السمارة و هو عبارة عن سهل مكون من أراضي تنتمي إلى عصر ما قبل الكمبري تراكمت عليها فتاتات صخرية، و توجد شمال هذا السهل عدة هضبات تنتمي إلى الزمن الجيولوجي الأول و إلى الكريطاسي تغطيها إرسابات تنتمي إلى الزمن الجيولوجي الثالث و في الغرب توجد هضاب الكعدة و في بعض الأمكنة كونت مياه السيول الجارفة عدة أحواض مغلقة أو سبخات (سبخة ايجل مثلا).
الكعدة:
 و هي تمثل غالبية السهل الساحلي و تمتد نحو الشمال الى حدود وادي درعة. كما تمتد جنوبا الى خط العرض 23° و هي مكونة من هضاب كلسية و لا تسمح التضاريس و الأمطار الا بجريان محدود للأودية . في حين نجد وادي الساقية الحمراء يسيل كل سنة تقريبا و في الجنوب يصبح الحريان نادرا .
السهل الساحلي:
  و هو مكون من إرسابات تنتمي الر الزمنين الجيولوجيين الثالث و الرابع و تساعد عدة كثبان رملية معزولة و بعض المنخفضات المغلقة (سبخة الطاح) على تحطيم رتابة المشهد الطبيعي .

و يمثل الساحل المستقيم في مجموعه سلسلة متوالية من الشواطئ الصخرية التي يغلب عليها الحت، كما يتوفر على عدة بحيرات شاطئية معزولة بواسطة أشرطة ساحلية، تغطيها كثبان رملة متراصة مواجهة لرياح الايليزي التي تتجه من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي و تكثر الأمواج على طول الساحل، فيما عدا ساحلي الذاخلة و العيون، لكن مع ذلك تبقى حركتي المد و الجزر ضعيفة .
 المناخ

يتميز مناخ الأقاليم الصحراوية بضعف كمية الأمطار المتساقطة. ومما ساعد على ذلك عدم وجود تضاريس حقيقية ، وهبوب رياح الأليزي بموازاة مع الساحل بالإضافة إلى استقرار الدورة الهوائية ، وعموما   فمناخ الأقاليم الصحراوية يعتبر من ألطف وأرحب الصحاري الأفريقية ، فمناخها جاف ، حار أثناء النهار ، وبارد في السماء ، ويتغير حسب الدرجات والقرب أو البعد من المحيط الأطلسي .

فالحرارة تتصاعد وترتفع كلما اتجهنا نحو الشرق ، والأيام المشمسة كثيرة على مدار السنة ، بحيث تصل بسهولة إلى 3000 ساعة في السنة. أما درجات الحرارة المتوسطة، المسجلة في هذه الجهة، فتتغير حسب الفصول. ففي الشتاء، تتراوح درجة الحرارة المتوسطة ما بين 10و11 درجة أما في الصيف فتبلغ 47 درجة..

وبالنسبة للأمطار، فإنها تتأثر بالتقلبات الجوية للمحيط الأطلسي. وهي نادرة جدا ولا تتجاوز 60 ملم في السنة. كما أن التساقطات لا تستمر إلا مدة قصيرة. وهي غير منتظمة وعنيفة و عاصفية.

فالجهة الوسطى مثلا تتلقى 11 ملم سنويا في حين أن مدينة العيون تصل بها التساقطات إلى 40 ملم كل سنة و مع ذلك يلاحظ في السنين الأخيرة تساقط كميات مهمة من الأمطار أعطت الحياة للأرض و الأمل للفلاحين و لمربي الماشية الذين اغتنموا هذه الفرصة المباركة لتوسيع مجال نشاطهم و يظهر تأثير البحر جليا في الرطوبة النسبية التي يعرفها الجو حيث يكثر الضباب ، ففي طرفاية يدوم الندى 24 يوما في السنة و في الذاخلة يدوم 33 يوما في حين لا يتعدى يومان في السمارة

وتؤثر الرطوبة بصورة مباشرة على الحرارة، فكلما ابتعدنا عن الساحل يرتفع المدى الحراري السنوي ففي حين يبلغ 16 على الساحل نجده في السمارة يبلغ 24 و على حافة البحر  تتراوح الحرارة بين 12 كمعدل لشهر يناير و 28 كمعدل لشهر يوليوز و في الذاخل تتراوح بين 6الى 8 و 32 درجة و رغم موقعها في نفس خط الصحراء الوسطى الشديدة الجفاف فان الصحراء المغربية يمتاز ساحلها الصحراوي بمناخ الطف .

اما الاختلافات بين الفصول فيحددها نسبة الاشعاع اليومي التي تتراوح بين 4.5 كوط في فصل الشتاء و 7 كوط في فصل الصيف .

 و على مستوى المياه. تعتبر هذه الجهة جافة، ولا توجد بها مجاري مائية دائمة التدفق، باستثناء فيضانات دورية للأودية مثل الخط، اساغ، لكرع، شلووا، الفايض، عويليتيس، وبالخصوص واد الساقية الحمراء، الذي شيد عليه سنة 1995، سد الساقية الحمراء، من اجل اختزان مياه الفيضانات. وتصل سعته إلى 110.000.000 م3 وعلوه إلى 15م. فاللجوء إلى الموارد الجوفية يعد ممارسة قديمة بالمناطق الجافة،فهي نقط التقاط مربي الماشية والرحل فيما بينهم حول الآبار.

إن ندرة المياه العذبة في هذه الأوساط الجافة تشهد لصالح اقتصادها، الذي يمر أيضا عبر محاربة التبذير ،بما أن الماء هو مورد وغير قابل للتجدد. ورغم الجهود المبذولة من طرف الدولة، فان الماء يزداد ندرة، كلما تطورت الساكنة والتعمير والصناعة والفلاحة بطريقة عشوائية. وهو الشيء الذي سيؤدي، في المستقبل القريب إلى نقص خطير، سيتضح عندما تتجاوز الحاجيات الاحتياطات المحدودة للجهة.

وسيصبح الماء في المدى القصير،مشكلا مقلقا بشكل دائم في هذه المنطقة الجافة. إن هذه الفرشات المائية الأكثر تعرضا للاستغلال في هذه الجهة تعد على الأصابع. كما أن أغلبها شديد الملوحة، بنسب تتراوح ما بين 2غ/ ل و9غ/ل. وتشكل هذه الفرشات المائية أهمية كبرى بالنسبة للموارد للجهة ككل. كما أن إمكانية هذا المورد موزعة على 9 فرشات مائية. وتتراوح جودة المياه نسبيا من فرشة إلى أخرى، ولكن فرشة فم الواد هي الفرشة الواحدة ذات المياه العذبة المتواجدة في الجهة.

إن هذه الفرشة التي تستغل للسقي ولتزويد مدينة العيون بالماء الصالح للشرب، قد ظهرت قرب مصب واد الساقية الحمراء، وتحت التلال الرملية. وتغطي مساحة قدرها 90كلم²، وتتغذى هذه الفرشة عبر واد الساقية الحمراء، الذي يصرف كل خمس سنوات حجما مهما من مياه الفيضانات.

أما فيما يخص الفرشة العميقة، فهي تغطي الجزء الغربي من الأقاليم الصحراوية )العيون, بوجدور, الداخلة الخ...( على مساحة تقدر ب90.000 كلم² و تستغل في جماعات الحكونية الدشيرة و بوكراع عن طريق التنقيب. و يتراوح عمقها ما بين 500 و 750م. وتصل ملوحة الماء المستخرج منها إلى 2.6 غ/ل.

الحيوانات والنباتات

الحياة البرية بالصحراء
الحيوانات الصحراوية لا غنى لها عن الماء.و  يعني هذا بالضرورة أنها في حاجة إلى شرب الماء ، فالكثير منها يحصل    الرطوبة اللازمة له في طعامه والحيوانات الصحراوية مكيفة لمجابهة ندرة الماء في الصحاري . فهي جميعها تحتفظ بالقدر الأقصى منه في أجسادها . وهي مهيأة في غالبيتها بطبقة تمنع التبخر ، كما في الحشرات والعنكبوتيات . كذلك فإن جلود الأفاعي والعظايا الثخينة الحرشفية تساعدها في الاحتفاظ برطوبتها لكن الوسيلة الأنجع في تجنب فقد الرطوبة تبقى في عدم التعرض للشمس . وهكذا فإن الكثير من حيوانات الصحاري ليلي النشاط (فلا يظهر نهاراً) . وتتأقلم الحيوانات الصحراوية الصغيرة بتدبر بيئة مناخية مواتية ، كأن تختبئ تحت صخر أو تنحجر في وكر تنعم فيه بجوبة من الهواء البارد الرطب.

واليربوع ، وهو من القوارض الصحراوية الصغيرة ، خير مثال على هذه الحيوانات . فهو يرقد نهاراً في جحره حيث درجة الحرارة لا تتجاوز 33 درجة مئوية (وهي أقل من درجة حرارة السطح بكثير) . وهو إلى ذلك يسد جحره بسداد ترابي فيحفظ رطوبة ما يزفره من الهواء . أضف إلى ذلك أن الحبوب الجافة التي يختزنها اليربوع عادة في جحره تمتص الجزء الأكبر من هذه الرطوبة – وهو حين يأكلها يفيد أيضاً من ذلك الماء الذي امتصته

أما الجمل ، الذي يسمونه أحياناً سفينة الصحراء ، يستطيع السير أياماً عديدة دونما طعام ولا ماء . وإذا طالت نوبة الجفاف جداً فإن الجمل يستهلك الشحم المختزن في سنامه والجمل بطبيعته مهيأ للاحتفاظ بالرطوبة ، فهو لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه 41 درجة مئوية – أي تسع درجات فوق معدلها العادي .

وبالمقارنة ، فإن الإنسان يصبح في شديد الخطر إن ارتفعت درجة حرارته عن العادي بثلاث درجات فقط والطيور في الصحاري أقل معاناة من سواها ، فبمقدروها الطيران مسافات شاسعة بحثاً عن الماء وتستطيع الطيور الكبار كالبزاة و الشواهين التنعم بجو بارد أثناء تحليقها عالياً ساعات في طبقات الهواء البارد فوق الصحراء . أما الطيور الأصغر فتلجأ خلال الجزء الأشد حرارة من النهار إلى موقع ظليل بين الصخور . والقليل من طيور الصحاري كالبوم والسبد ليلي النشاط

تعتبر الزواحف – الأفاعي والعظايا – من حيوانات الصحاري المألوفة . وجميعها من ذوات الدم البارد أي إن درجة حرارتها تتأثر بدرجة حرارة بيئتها . وعلى هذا فقد تزيد سخونة أجسادها عنها في أجسام ذوات الدم الحار . لكنها لن تعيش طويلاً أن زادت درجة حرارة الجسم فيها على 48 درجة مئوية في الصباح تصطلي الزواحف بحرارة الشمس لتنشط استعداداً للتصيد . وهي إذا احتدمت الشمس تستدري تحت صخرة أو تتحجر في الرمل ، فلا تخرج إ لا حوالي الغروب

ان درجة حرارة السطح في الصحاري ترتفع كثيراً خلال النهار حتى ليتعذر السير فوقه . لكن بعض الزواحف طورت أساليب سير تعبر بها السطح الحار دون أن تسفع أجسادها . فتستطيع عظاية الرمل السير على قائمتين ، رافعة الأخريين في الهواء مبادلة . كما إن بعض الأفاعي الصحراوية ، كالصل الأقرن ، يتلوى جانبياً في سيره كالسوط بحيث لا يمس السطح الساخن إلا
وضعان من جسده فقط  ولأن الصحراء بيئة قاسية فإن على كائنتها الحية – من نبات وحيوان – الكفاح من أجل البقاء .

فالحيوان الصحراوي لن يضيع فرصة للحصول على طعام ، وقد يكون من أهم أركان كفاح البقاء لديه أن يتجنب الوقوع فريسة لسواه فكل حيوان له فرائس أو نباتات مفضلة يغتذي بها – فالحشرة قد تأكل نباتاً وتكون هي بدورها طعاماً لحيوان من اللبونات الصغار . وهذا بدروه قد يكون غذاء  للبون أعلى في السلسلة ، وهكذا والحيوانات في قمة السلسلة – كالعقبان والصقور – هي الآمن جانباً ، لأن الكواسر التي تهددها قليلة جداً . لكن حتى هذه الحيوانات تظل آمنة فقط ما دامت نشطة ومتعافية إن قدرة الحيوانات الصحراوية على الاختباء ضرورية لتفادي المفترسات في السلسلة الغذائية.

ولعل التمويه – أي محاكاة الحيوان ألوان البيئة من حوله – هو أفضل وسائل الاختباء في الصحراء. فليس غريباً والحالة هذه أنا نرى اللون الطبيعي لهذه الحيوانات هو لون الصحراء نفسه فقبرات الرمال مثلاً تتعذر رؤيتها بين رمال الصحراء وحجارتها . أما إذا انتقلت إحداها إلى منطقة صخرية سمراء فإن لونها الرملي يفضحها فتفترسها البزاة. فالطبيعة تختار للبقاء القبرات اللاتي يتواءم لونها مع لون البيئة.
الغطاء النباتيفي الصحراء يظهر بوضوح مدى تأثير المعطيات التضاريسية والمناخية على الأحياء النباتية والحيوانية، فالنباتات ناذرة، حيث لا يعثر إلا على أشجار قليلة فعدد الأنواع النباتية في هذه المنطقة لا يتعدى بضع مئات، فهو ضئيل قياسا الى المناطق المعتدلة، وابرز فصائل الأنواع المتوافرة بالصحراء تضم الطلح بإزهاره الصفر الذهبية العطرة، والسيال التمات - بالحسانية - ذو الأشواك الفضية الحادة، و السرح - ءاتيل بالحسانية - الذي يثمر عناقيد من الأزهار ذات اللون الوردي العطر الجميل والسدر وهو أحد الأشجار العربية الأصيلة، تنتج ثمرا يسمى النبق تأكله الحيوانات، ويتغذى المسافرون المتعبون منه.
وعلى العموم تحتاج النباتات في الصحراء  إلى هطول حلقات متوالية من المطر لتحقيق دورتها الحياتية، والنبات يعيش على الماء الذي يمتصه ثم يختزنه. وحتما لتكون عملية الامتصاص والتخزين  فعالة، يفترض ألا يأتي تساقط الأمطار أو سقوطها في فترات متقطعة ومتباعدة. ونظرا لانعدام الانتظامية الفعلية للأمطار، كلما اتجهنا نحو(الدواخل) الصحراوية، فان ظروف "البقاء" وشروطه خلال تلك الفرات الفاصلة بين الأمطار تصبح في منتهى الصعوبة، بالنسبة للأحياء عموما والأحياء النباتية خصوصا

ولان الأشجار والنباتات، ثابتة، لا تهاجر مثل الكائنات الأخرى بما فيها الإنسان، فانها اي النباتات تعيش تحت رحمة الطبيعة تماما.غير أننا وبالرغم من هذا التعميم نجد تنوعا كبيرا بين الأنظمة المطرية او بين "هطوليات "،"الدواخل " و"القلوب " والمركز والشواطىء الأطلنطية والمتوسطية، كما نجد تباينا موازيا-، وان يكن غير مماثل ولا حتى مشابه، في ردود أفعال النبات إزاء هذه الحالات المناخية.
فالملاحظ أن النباتات العشبية، خاصة من النجيليات، وهي تشكل جوهر المراعي، لا تتوافر إلا في الهوامش والأطراف، او فوق الأماكن والمواقع المتناثرة بجوار أحواض  الأودية، أو بالقرب من بعض التشكيلات الجبلية المتميزة(مثل كلتة زمور قي الصحراء المغربية) ، حيث يوجد نسبيا، ما يمكن ان نسرف في تصنيفه فنطلق عليه مجازا التوزيع الفصلي للامطار. والملاحظة ذاتها صحيحة بخصوص شمال الصحراء لا سيما بجوار الحافات الجنوبية الشرقية والحافات الجنوبية لأسوار السلسلة الأطلسية. هناك في هذه الأجزاء التخومية ذات الطبيعة الانتقالية، تكون فترات انقطاع الأمطار اقصر، وتكون  الكميات المتهاطلة أوسع مردودية، لأنها تسقط اثناء الفصول الباردة، لتشكل فصلا ربيعيا حقيقيا و تنوعا نباتيا غنيا
المصدر/ 
Share on Google Plus

About fg

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.

0 Comments:

إرسال تعليق

السلام عليكم